7‏/10‏/2008

عندما يتعارض مفعول الأدوية ويصبح خطرا علي مريض القلب ‏30 %‏ يعانون مشكلة ضغط الدم الكاذب ‏و‏ 17 %‏ ضغطهم متخفي‏!‏































كتبت
سهير هدايت










ماذا
يصنع خليط الأدوية في جسم الإنسان‏..‏
وماذا قال الأطباء من تحذيرات قبل أن
تقع الواقعة؟ وماذ تعرف عن الضغط
الكاذب؟‏..‏كلها تساؤلات أجابت عنها
ورشة عمل نظمتها أخيرا شعبة الدواء
المنبقة عن الجمعية المصرية لأمراض
القلب بمكتبة الإسكندرية‏.‏



أوضح الدكتور أحمد عبد اللطيف أستاذ
امراض القلب بطب الأزهر أن مريض القلب
يتعاطي الكثير من الأدوية‏,‏ ولكن
نظرا لمرحل العمر الذي يمر به فإنه
يلجأ إلي طبيب الجهاز الهضمي‏,‏ وإلي
طبيب الروماتيزم والمفاصل‏,‏ وربما
أيضا طبيب السكر‏,‏ وكل منهم يحرر له
روشتة ويجد نفسه في النهاية يتعاطي
الكثير من الأدوية ويتصور أن كل هذا
في صالحه‏,‏ مما يعرضه لموقف بالغ
الخطورة‏,‏ فالكثير من هذه الأدوية
يبطل مفعول الآخر وبعضها قد يتسبب في
أن تحدث الأدوية الأخري آثارا مبالغا
فيها لم يكن الطبيب المعالج يتوقعها
أبدا‏,‏ ومثال ذلك أدوية القلب التي
تعطي للتأثير علي وظائف الصفائح
الدموية‏,‏ هذه الأدوية مهمة جدا
بالنسبة لمريض الذبحة الصدرية‏,‏
وللمريض الذي وضعت له دعامة في
الشرايين التاجية‏,‏ وإذا أهمل
تعاطيها فإنه يتعرض إلي عودة نوبة
جديدة من الذبحة الصدرية‏,‏ وأيضا
لانسداد الدعامة‏,‏ وقد تحدث
الوفاة‏.‏



فهل يتصور أحد أن بعض أدوية الجهاز
الهضمي وبعض أدوية خفض كوليسترول الدم
قد تمنع تأثير أدوية الصفائح
الدموية‏,‏ فقد أثبتت الدراسات
الحديثة أن‏30%‏ من المرضي الذين
يتعاطون أدوية الصفائح لا يستفيدون
منها نتيجة تعاطيهم بعض أدوية الجهاز
الهضمي أو أدوية خفض الكوليسترول‏,‏
كما أن بعض الأدوية التي تستخدم في
علاج الاثنا عشر وللوقاية من نزيف
المعدة تسبب في منع تأثير أدوية
الصفائح وكأن المريض لا يتناولها‏,‏
لذا ينصح مريض القلب بعدم تعاطي اي
ادوية من تلقاء من نفسه أو بواسطة
اخصائي في فروع أخري ما لم يعرضها
أولا علي طبيب القلب وهنا يتمكن طبيب
القلب من معرفة الأدوية المتعارضة‏,‏
ويساعده علي إيجاد البديل الذي لا
يتعارض مع أدوية القلب‏.‏



هل من الممكن أن يتساوي العلاج
الدوائي لمرض قصور الشرايين التاجية
غير الحاد في نتائجه مع العلاج
التداخلي من حيث نسبة الوفيات ومنع
حدوث جلطات القلب‏,‏ تساؤل طرحه
الدكتور عمر عواد أستاذ أمراض القلب
بطب عين شمس‏,‏ موضحا أن‏60%‏ من
الحالات التي تدخل غرفة القسطرة لعمل
قسطرة بالقلب‏,‏ وعلاج تداخلي عن طريق
البالونات والدعامات ليس هناك فائدة
منه بناء علي نتائج الأبحاث العلمية
الحديثة‏,‏ حيث أن العلاج يفوق هذا
العلاج التداخلي‏.‏



أما عن الضغط الكاذب فهو أن يكون ضغط
الدم عاليا أثناء قياسه في عيادة
الطبيب‏,‏ بينما يكون الضغط طبيعيا
خارج عيادة الطبيب مثل المنزل
والبيت‏,‏ ويمثل هؤلاء المرضي
نسبة‏20‏ ــ‏30%,‏ ويعتبر ارتفاع ضغط
الدم الكاذب ظاهرة كبيرة‏,‏ لأن هذا
النوع من المرضي غالبا لا يتعرض لنفس
المضاعفات التي يتعرض لها مريض ضغط
الدم المرتفع مثل السكتة الدماغية
والذبحة الصدرية وفشل عضلة القلب‏,‏
وبالتالي لايجب عليهم تناول علاج
الضغط‏,‏ بل قد تسبب لهم هذه العقاقير
أعراضا جانبية غير مستحبة‏,‏ والطريقة
المستخدمة في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم
الكاذب هي قياسه بالمنزل بجهاز ضغط دم
يستمر‏24‏ ساعة‏,‏ وتؤخذ قراءة كل‏30‏
دقيقة تسجل في ذاكرة الجهاز‏.‏



أما ارتفاع ضغط الدم المتخفي‏,‏ فهو
أن يكون ضغط الدم في المستوي العادي
في عيادة الطبيب‏,‏ بينما يرتفع الضغط
عند المريض أثناء عمله أو في حياته
اليومية‏,‏ وبذلك لا يكتشفه الطبيب‏,‏
ولا يتم علاجه‏,‏ وهذا نوع خطير من
ضغط الدم‏,‏ هو في الواقع عكس ارتفاع
ضغط الدم الكاذب‏,‏ ويمثل هؤلاء
نسبة‏15‏ ــ‏17%‏ من مرضي ارتفاع
الضغط‏,‏ ويتم اكتشافه بنفس الوسائل
التي تتبع في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم
الكاذب ويجب علاجه بأدوية ارتفاع ضغط
الدم‏.‏





0 التعليقات: